المحور الأول: الكتب المدرسية للتاريخ والتربية الوطنية
تشويه صورة الفلسطينيين
السياق التاريخي والتحليل السياسي:
في المناهج الدراسية الإسرائيلية، مثل كتاب "تاريخ الشعب اليهودي في العصور الحديثة"، يُنظر إلى الفلسطينيين كعدو دائم دون تقديم سياق يوضح دوافع مقاومتهم. تُدرس الانتفاضات الفلسطينية بأعمال عدائية تهدد إسرائيل، مما يعزز رؤية مشوهة للصراع تُصور الفلسطينيين رافضين للسلام. هذا السرد يُرسخ فكرة أن الفلسطينيين هم المعتدون دائمًا، مما يُصعب قبول فكرة التعايش السلمي.
اللغة التحريضية والمصطلحات المستخدمة:
تستخدم المناهج مصطلحات مثل "مخربين" و"إرهابيين" لوصف الفلسطينيين، مما يُغرس مشاعر الكراهية ويعزز العداء. هذه اللغة التحريضية تُشكل وعيًا مشوهًا يصعب معه بناء أي تفاهم.
تحريف الأحداث التاريخية لصالح الرواية الإسرائيلية:
في كتب مثل "دولة إسرائيل: الجذور والتطور"، تُعرض حروب 1948 و 1967حرب دفاعية، مع إغفال تام وتداعياتها الكارثية على الفلسطينيين مثل النكبة والنزوح الجماعي. هذا التحريف يرسخ الرواية الإسرائيلية ويعوق تطوير رؤية متوازنة للصراع.
تأثير السرد الأحادي على الوعي الجمعي:
يُنتج السرد الأحادي في المناهج وعيًا جمعيًا مشوهًا يُصور الفلسطينيين دائمًا كطرف معتدي، مما يُعمق التحيزات ويزيد من صعوبة بناء أي تفاهم متبادل بين الشعبين.
تقديم الفلسطينيين كجماعة متجانسة ذات طابع سلبي:
في كتب مثل "جغرافيا إسرائيل"، يُصور الفلسطينيون كجماعة عنيفة تسعى لتدمير إسرائيل دون الإشارة إلى تنوع المجتمع الفلسطيني واختلافاته، مما يُجردهم من إنسانيتهم ويُصعب تطوير أي تعاطف معهم.
غياب التفسير التاريخي والاجتماعي لتصرفات الفلسطينيين:
تُقدم المناهج تصرفات الفلسطينيين بأعمال عدوانية بدون أي تفسير تاريخي أو اجتماعي يُساعد الطلاب على فهم دوافع هذه التصرفات، مما يُعمق الفجوة ويُصور الفلسطينيين كمصدر وحيد للعنف.
إلغاء الوجود الفلسطيني:
في المناهج، يُدرس أن الأرض التي قامت عليها إسرائيل كانت "أرضًا بلا شعب"، مما يعزز فكرة أن الفلسطينيين ليسوا جزءًا شرعيًا من تاريخ المنطقة، ويُطمس الحقائق التاريخية التي تُؤكد وجود مجتمع فلسطيني مزدهر قبل قيام الدولة الإسرائيلية.
تقليل أهمية الوجود الفلسطيني في التعليم:
تُهمش المناهج الوجود الفلسطيني المعاصر وتُصورهم ككيان غير شرعي، مما يسهم في تهميشهم وإقصائهم من الحياة السياسية والثقافية، ويعزز السياسات التي تهدف إلى تهميش الفلسطينيين أو إقصائهم بشكل كامل.
التهميش المنهجي للأحداث الكبرى مثل النكبة:
تتعامل المناهج مع النكبة، كما في كتاب "تاريخ الشعب اليهودي في العصور الحديثة"، كحدث ثانوي أو غير موجود، مما يُقوض الرواية الفلسطينية ويعزز الرواية الصهيونية التي تركز على الإنجازات العسكرية والسياسية لإسرائيل.
تأثير تقليل أهمية الرواية الفلسطينية على الطلاب:
يؤدي هذا التهميش إلى بناء وعي جمعي لدى الطلاب الإسرائيليين يقوم على إنكار حقوق الفلسطينيين ووجودهم التاريخي، مما يجعل من الصعب على الطلاب فهم التعقيدات الحقيقية للصراع أو تطوير أي نوع من التعاطف مع الفلسطينيين.
اقتراح صورة:
صورة توضح مشهدًا دراسيًا داخل فصل مدرسي إسرائيلي حيث يظهر المعلم أمام سبورة تحمل خرائط وتواريخ تركز على الرواية الإسرائيلية، بينما يجلس الطلاب وأمامهم كتب مدرسية تبرز صورة مشوهة عن الفلسطينيين، مع غياب أي مواد تمثل الرواية الفلسطينية.
المحور الثاني: الكتب المدرسية الجغرافيا والدراسات الاجتماعية
الخرائط المتحيزة
عدم الاعتراف بفلسطين كدولة على الخرائط:
في كتاب "Palestine in Israeli School Books: Ideology and Propaganda in Education"، تُظهر الخرائط إسرائيل دون أي اعتراف بفلسطين كدولة مستقلة. هذا يُرسخ لدى الطلاب فكرة أن فلسطين ليست دولة شرعية، مما يعزز الأيديولوجية الصهيونية ويعمق سياسات الإنكار والتهميش.
تصوير الضفة الغربية وغزة كجزء من إسرائيل:
الخرائط في المناهج تُصور الضفة الغربية وقطاع غزة كجزء من إسرائيل دون الإشارة إلى أنها أراضٍ محتلة. هذا يُعزز فكرة أن هذه المناطق إسرائيلية بحتة، مما يغذي سياسات الاستيطان والضم، كما جاء في كتاب "The Arabs in Israeli Textbooks: The Dynamics of Education and Struggle for Identity."
حذف الحدود الدولية المعترف بها دوليًا:
في "Palestine in Israeli School Books"، تُحذف خرائط حدود ما قبل 1967، مما يُظهر الأراضي ضمن حدود إسرائيلية موحدة، ويطمس أي اعتراف بكيان فلسطيني معترف به دوليًا. هذا يعكس سياسة تهدف إلى تثبيت فكرة أن إسرائيل تمتد على كامل فلسطين التاريخية.
تعزيز الاستيطان
تصوير المستوطنات كجزء شرعي من دولة إسرائيل:
الكتب المدرسية الإسرائيلية، مثلما يوضح كتاب "The Arabs in Israeli Textbooks"، تُصور المستوطنات في الضفة الغربية كجزء شرعي من دولة إسرائيل، مما يعزز فكرة أن الاستيطان حق طبيعي وتاريخي لليهود، ويبرر سياسات مصادرة الأراضي الفلسطينية.
تبرير الاستيطان كحق تاريخي وديني:
في "Palestine in Israeli School Books"، تُستخدم المبررات التاريخية والدينية لتبرير الاستيطان في الضفة الغربية، مما يغرس لدى الطلاب قناعة بأن المستوطنات مشروعة وواجبة دينياً وتاريخياً.
تجاهل أو تقليل الأثر السلبي للاستيطان على الفلسطينيين:
الكتب، مثل "The Arabs in Israeli Textbooks"، تتجاهل الأثر السلبي للاستيطان على الفلسطينيين، وتُصور الاستيطان كعملية تنموية، مما يطمس الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون بسبب الاستيطان.
اقتراح صورة:
صورة لكتاب دراسي إسرائيلي يعرض خريطة تظهر إسرائيل بدون حدود دولية، مع توضيح المستوطنات كجزء من الدولة، وغياب فلسطين عن المشهد، مما يعكس التحيز الجغرافي والسياسي.
المحور الثالث: الكتب المدرسية الدينية
تفسير النصوص التوراتية
تعزيز فكرة التفوق الديني لليهود على الفلسطينيين:
في كتاب "Studies on the Palestinian curriculum and textbooks: consolidated"، تعزز المناهج الدراسية الإسرائيلية فكرة التفوق الديني لليهود من خلال تقديم اليهودية كدين أكثر شرعية من الأديان الأخرى، وتصوير اليهود كـ"الشعب المختار" والفلسطينيين كأعداء لإرادة الله. هذا التعليم يُرسخ لدى الطلاب شعورًا بالتفوق الديني، مما يصعّب إمكانية التعايش مع الفلسطينيين ويُعمق الانقسامات. في كتاب "New Palestinian textbooks 'teach students to be martyrs'"، يتم تصوير الأديان الأخرى، وخاصة الإسلام والمسيحية، كأقل أهمية، مما يعمق الفوارق بين الطلاب الإسرائيليين والفلسطينيين ويعزز السياسات الرافضة للتسويات.
تعزيز الفوقية الثقافية والدينية في سياق الصراع:
في مقال "Palestinian School Curriculum: Radicalisation - Hansard"، تُعزز المناهج الدراسية الإسرائيلية الفوقية الثقافية والدينية من خلال تصوير اليهودية كدين الأسمى في فلسطين، مما يغرس في عقول الطلاب شعورًا بالتفوق الثقافي والديني. يُعلم الطلاب أن اليهود هم الورثة الشرعيون الوحيدون للأرض، بينما تُهمش الثقافات والديانات الأخرى. هذه الفكرة تُصعّب على الطلاب الإسرائيليين تقبل فكرة التعايش أو التسويات مع الفلسطينيين، مما يُعزز السياسات التمييزية التي تزيد من حدة الصراع.
المحور الرابع: اللغة المستخدمة في المناهج
التحريض اللفظي
استخدام مصطلحات تحريضية تصف الفلسطينيين بصفات سلبية:
مينا إليزابيث مينتز، الباحثة في علم التربية والنزاعات، تشير إلى أن المناهج الدراسية الإسرائيلية تعتمد بشكل منهجي على استخدام لغة تحريضية تصف الفلسطينيين بصفات سلبية مثل "إرهابيين" و"مخربين". هذه المصطلحات تُستخدم كجزء من استراتيجية تعليمية تهدف إلى ترسيخ صورة نمطية سلبية عن الفلسطينيين في أذهان الطلاب منذ سن مبكرة.
وفقًا مينتز، هذه اللغة تُسهم في بناء وعي جمعي يرى في الفلسطينيين تهديدًا دائمًا لوجود إسرائيل. من خلال تكرار هذه المصطلحات في المواد التعليمية، يتعلم الطلاب الإسرائيليون أن الفلسطينيين هم "الآخر" العنيف وغير المشروع، مما يُعيق أي محاولة للتفاهم أو التعاطف معهم.
تعزيز الكراهية من خلال لغة الاستعداء والتحريض:
الدكتور ريتشارد بيركنز، أستاذ دراسات النزاعات في جامعة أكسفورد، يشير إلى أن لغة الاستعداء والتحريض في المناهج الدراسية الإسرائيلية تلعب دورًا مركزيًا في تعزيز الكراهية بين الأجيال الشابة. هذه اللغة تُؤسس لفهم مشوه للصراع، حيث يُصوَّر الفلسطينيون دائمًا كأعداء، مما يعزز مشاعر العداء ويغلق الباب أمام أي محاولات للحوار أو المصالحة
بيركنز يبرز كيف أن هذا النوع من التعليم يُساهم في تشكيل هوية وطنية قائمة على العداء المتبادل، مما يجعل المجتمع الإسرائيلي غير مستعد لقبول فكرة التعايش السلمي مع الفلسطينيين.
تعزيز الصور النمطية
ترسيخ الصور النمطية السلبية عن الفلسطينيين لدى الطلاب:
الدكتورة أنيتا سميث، أستاذة علم الاجتماع في جامعة هارفارد، تشير إلى أن المناهج الدراسية الإسرائيلية تعمل على ترسيخ الصور النمطية السلبية عن الفلسطينيين بشكل ممنهج. في بحثها، تلاحظ سميث أن هذه الصور النمطية تتكرر في المواد التعليمية، حيث يُصور الفلسطينيون كجماعة متجانسة ذات طابع عدائي وغير متحضر.
هذا التكرار المستمر لهذه الصور يُعزز من التحيزات لدى الطلاب، ويخلق حواجز نفسية تجعل من الصعب رؤية الفلسطينيين كأفراد أو مجتمع يمكن التفاهم معه، مما يُعزز فكرة أنهم خصوم دائمون.
زيادة التحيز العنصري والديني بين الأجيال الشابة:
الدكتور جيمس زغبي، مؤسس ومدير معهد زوغبي للأبحاث، يؤكد أن استخدام الصور النمطية السلبية في المناهج الدراسية الإسرائيلية لا يقتصر على تعزيز العداء، بل يؤدي أيضًا إلى زيادة التحيز العنصري والديني بين الأجيال الشابة. هذه المناهج تُعزز من الشعور بالتفوق العرقي والديني لدى الطلاب الإسرائيليين، مما يُسهم في بناء جيل يحمل مشاعر التمييز والعداء تجاه الفلسطينيين.
زوغبي يوضح أن هذا التحيز يخلق بيئة تعليمية مشبعة بالكراهية، حيث يتم تعليم الطلاب أن الفلسطينيين ليسوا فقط مختلفين، بل هم أدنى من حيث القيم والمعتقدات.
تعزيز الانقسام
تكريس الانقسام بين المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني:
الدكتور جوناثان كوك، مؤلف وباحث متخصص في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يوضح أن المناهج الدراسية الإسرائيلية تلعب دورًا كبيرًا في تكريس الانقسام بين المجتمعين. استخدام لغة التحريض والعداء في التعليم يُؤدي إلى بناء جيل يُنظر إلى الفلسطينيين كأعضاء دائمين، مما يعزز من السياسات التي تدعم الفصل والعزل بين المجتمعين.
كوك يشرح أن هذه المناهج لا تقدم الفلسطينيين كجيران محتملين أو شركاء في السلام، بل كتهديد دائم يجب التعامل معه بقوة ورفض، مما يُعمق الفجوة بين الطرفين.
تعميق فجوة التفاهم والحوار بين الجانبين:
الدكتور إيان لوستيك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، يؤكد أن اللغة المستخدمة في المناهج الدراسية الإسرائيلية تُساهم بشكل كبير في تعميق فجوة التفاهم بين الإسرائيليين والفلسطينيين. استخدام لغة متحيزة تُعزز الصور النمطية السلبية عن الفلسطينيين يجعل من الصعب بناء أي نوع من الحوار البناء بين الطرفين، مما يُساهم في استمرار الصراع.
لوستيك يشير إلى أن هذا النوع من التعليم يُنشئ جيلاً غير قادر على التعامل مع التعقيدات الحقيقية للصراع، مما يؤدي إلى رفض أي جهود للمصالحة أو الحوار.
المحور الخامس: تأثير المناهج على الهوية الوطنية الإسرائيلية
تعزيز الهوية الوطنية عبر الرواية الإسرائيلية
ترسيخ الرواية التاريخية الرسمية:
المناهج الدراسية الإسرائيلية تعمل على ترسيخ الرواية التاريخية الرسمية التي تعزز الشعور بالفخر الوطني والانتماء للدولة. يتم تقديم الأحداث التاريخية بشكل يبرز إسرائيل كدولة ديمقراطية تدافع عن حقوق الإنسان في مواجهة "التهديدات" الخارجية، بما في ذلك الفلسطينيون، مما يعمق الولاء للدولة.
بناء وعي قومي موحد:
تسهم المناهج في بناء وعي قومي موحد من خلال تقديم اليهودية كهوية دينية وثقافية متفوقة، والتي تُعتبر الأساس للهوية الوطنية. يُغرس في عقول الطلاب أن الحفاظ على دولة إسرائيل واجب وطني وديني، مما يرسخ الهوية القومية لدى الأجيال الشابة.
تعزيز مشاعر الانتماء والتفوق:
يتم تعزيز مشاعر الانتماء والتفوق عبر تصوير اليهودية كدين أكثر شرعية وأهمية مقارنة بالأديان الأخرى في المنطقة. هذا الشعور بالتفوق يغرس في نفوس الطلاب ويعزز الهوية الوطنية، مما يصعب عليهم رؤية الفلسطينيين كشركاء متساوين في المستقبل.
التأكيد على حق السيادة:
المناهج الإسرائيلية تؤكد على حق اليهود التاريخي والديني في السيادة على فلسطين، بما في ذلك الأراضي المتنازع عليها. يُعزز هذا التعليم فكرة أن أي تسوية تتطلب التخلي عن هذه الأراضي أو الاعتراف بحقوق الفلسطينيين تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا لإسرائيل.
الهدف:
تهدف المناهج الدراسية الإسرائيلية إلى تعزيز الهوية الوطنية من خلال تقديم رواية تاريخية أحادية الجانب، وترسيخ مشاعر التفوق والانتماء القومي. هذه العملية التعليمية تُعد الأجيال الشابة لدورهم كمدافعين عن الدولة، مع تقليل إمكانية التفاهم أو الحوار مع الفلسطينيين.
اقتراح صورة : مجموعة من الطلاب الإسرائيليين في فصل دراسي، يجلسون أمام معلم يشرح خريطة تاريخية لإسرائيل، مع ظهور رموز دينية مثل الشمعدان اليهودي على الحائط، والخريطة تُظهر فلسطين كأرض إسرائيلية تاريخية، مع إبراز الحدود التاريخية والدينية.