شهدت الأعوام 2024 و2025 تحوّلات غير مسبوقة في العلاقة بين تركيا وإسرائيل، علاقة كانت دائمًا متأرجحة بين تعاون وصدام، لكنها اليوم دخلت مرحلة جديدة أشبه بمواجهة مفتوحة على أكثر من ساحة.
في سوريا، مثّل سقوط نظام الأسد الشرارة الكبرى.تركيا فاجأت الجميع بتوقيع اتفاق عسكري مع دمشق في أغسطس 2025، يشمل إعادة بناء الجيش السوري وتسليحه.خطوة عُدت انقلابًا كاملًا في سياساتها السابقة، بينما ردّت إسرائيل بأكثر من 600 غارة جوية منذ ديسمبر 2024، وأقامت فعليًا منطقة عازلة بعمق 12 كم داخل الأراضي السورية.المشهد بات أقرب إلى سباق نفوذ على أنقاض دولة منهكة.
أما في غزة، فقد رفعت أنقرة مستوى المواجهة إلى سقف غير مسبوق:قطعت التجارة كليًا مع إسرائيل، أغلقت الموانئ والمجال الجوي، وأوقفت تبادلًا تجاريًا بلغت قيمته نحو 7 مليارات دولار.خطوة جعلت تركيا الدولة الوحيدة التي أقدمت على مثل هذا التصعيد العلني.
ورغم الخطاب الناري، لم تنقطع الخيوط الخفية.اجتماعات سرية في باكو، وقنوات عسكرية مباشرة بوساطة أمريكية، أسست لآليات"تفادي التصادم".وكأن الطرفين يوجهان رسالة مزدوجة:"نحن خصمان…لكننا لا نريد حربًا شاملة."
إقليميًا، استعادت أنقرة دفء علاقاتها مع مصر والسعودية وقطر، ما منحها شبكة إسناد عربية جديدة.في المقابل، عززت إسرائيل رهانها على تحالفاتها مع الإمارات والغرب.وبين الجانبين، بقيت روسيا تمارس دور"الحَكَم الصامت"، فيما تحاول واشنطن ضبط الإيقاع ومنع الانفجار.
الخيارات أمام الطرفين مفتوحة:استمرار"حرب باردة"طويلة الأمد، تفاهمات تكتيكية مؤقتة، أو تصعيد عسكري قد يغير قواعد اللعبة في شرق المتوسط.لكن ما بات مؤكدًا أن العلاقة بين أنقرة وتل أبيب لم تعد شأنًا ثنائيًا، بل أصبحت مفتاحًا لفهم أين يتجه الشرق الأوسط برمته.
للاطّلاع على الفيديو وقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل
هل نشهد ميلاد حرب باردة شرق أوسطية بين تركيا وإسرائيل؟
شهدت الأعوام 2024 و2025 تحوّلات غير مسبوقة في العلاقة بين تركيا وإسرائيل، علاقة كانت دائمًا متأرجحة بين تعاون وصدام، لكنها اليوم دخلت مرحلة جديدة أشبه بمواجهة مفتوحة على أكثر من ساحة.في سوريا، مثّ...

التعليقات