العالم كمسرح للمصارعة: تفكيك شفرة ترامب في صناعة العدو، الصديق، والتابع

في عالمٍ اعتادت فيه السياسة على الرتابة واللباقة، دخل دونالد ترامب كما يدخل المصارع إلى الحلبة: صاخبًا، واثقًا، لا يعترف بقواعد اللعبة. لم يرَ في العالم شركاء أو خصومًا، بل شخصيات على مسرحه، يؤدي كلٌّ منها دورًا كتبه هو: صديق يمدحه، عدوّ يهاجمه، وتابعٌ ينفّذ دون اعتراض.

العالم كمسرح للمصارعة: تفكيك شفرة ترامب في صناعة العدو، الصديق، والتابع

في عالمٍ اعتادت فيه السياسة على الرتابة واللباقة، دخل دونالد ترامب كما يدخل المصارع إلى الحلبة: صاخبًا، واثقًا، لا يعترف بقواعد اللعبة. لم يرَ في العالم شركاء أو خصومًا، بل شخصيات على مسرحه، يؤدي كلٌّ منها دورًا كتبه هو: صديق يمدحه، عدوّ يهاجمه، وتابعٌ ينفّذ دون اعتراض.

ترامب لم يمدّ يده للتفاوض، بل شدّها بقوة، مصافحًا ليثبت الهيمنة. لم يكن ينتظر الوفود، بل كان يعتلي المنصة وحده، يُلقّن العالم دروسًا في القوة الشخصية والانتصار الفوري. كان يرى في نفسه أمريكا، ومن يخالفه فهو يخون الأمة لا الرئيس.

وهكذا تحوّلت الدبلوماسية من فنّ التوازن إلى فنّ الإخضاع، من طاولة مفاوضات إلى حلبةٍ تتصارع فيها الهيبة والولاء، يتصارع فيها القادة لا الأفكار. ومع نهاية فترته، لم يُسدل الستار، بل تُرك مرفوعًا... على عالمٍ بات أكثر تقلبًا، وأكثر تشخيصًا، وربما، أكثر شبهاً بترامب نفسه.

التعليقات