منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في عام 1971 فكّ ارتباط الدولار بالذهب، تغيّر كل شيء.
تحوّل الدولار من“ورقة مغطاة بالذهب”إلى رمز للقوة الأمريكية، وسلاح مالي يُستخدم لإدارة النظام الدولي والتحكم في مسارات الثقة العالمية.
في العقود التالية، رسّخت واشنطن هيمنة الدولار عبر اتفاقيات مثل“البترودولار”عام 1974، التي ربطت تسعير النفط عالميًا بالعملة الأمريكية.ومنذ ذلك الوقت، أصبحت كل أزمة أو حرب مالية اختبارًا لمدى بقاء الدولار سيد اللعبة.
لكن هذه الهيمنة لم تأتِ دون كلفة.فعندما تستخدم واشنطن الدولار كسلاح—كما في تجميد 300 مليار دولار من الاحتياطيات الروسية عام 2022—تبدأ الدول في البحث عن“مخارج آمنة”، والذهب يعود إلى الواجهة كدرع سيادي ضد العقوبات.
اليوم، تمتلك الولايات المتحدة أكبر احتياطي رسمي للذهب(8133 طنًا)، لكنها لم تعد اللاعب الوحيد.
الصين ضاعفت احتياطها إلى أكثر من 2200 طن، وروسيا تجاوزت 2300 طن، بينما ارتفعت مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب عام 2022 إلى مستوى قياسي بلغ 1136 طنًا—الأعلى منذ خمسينيات القرن الماضي.
أما أوروبا، التي باعت جزءًا كبيرًا من ذهبها في التسعينيات، فقد أعادت آلاف الأطنان إلى أراضيها بعد أزمة 2008، إدراكًا أن الذهب ليس مجرد معدن بل ضمانة للسيادة والاستقرار المالي.
وفي المقابل، تتراجع حصة الدولار من الاحتياطات العالمية من 78٪ عام 2000 إلى نحو 58٪ في 2022، ما يعكس بداية تحوّل بطيء نحو نظام نقدي متعدد الأقطاب، تقوده قوى كـ الصين، روسيا، والهند، ضمن مساعي تحالف“بريكس”لإنشاء عملة مدعومة بالذهب أو سلّة من السلع.
تُظهر الدراسة أن الذهب لم يعد مجرّد أصل مالي، بل أداة سياسية واستراتيجية تُعيد تشكيل موازين القوة في عالم تهتز فيه الثقة بالمؤسسات والبنوك.
فالذهب لا يتبع أحدًا، لكنه يراقب الجميع من بعيد، بوصفه المرآة الأصدق لميزان الثقة بين الدول.
📍للاطّلاع على الفيديو وقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل.
💰 حرب الدولار والذهب المقيّد: من يملك الثقة في النظام المالي العالمي؟
حين تهتز الثقة بالورق، يعود العالم إلى المعدن الذي لا يصدأ… الذهب هو الذاكرة القديمة للمال والثقة.

التعليقات