منذ عودته إلى الحكم عام 2009، حوّل بنيامين نتنياهو الأزمات إلى وقودٍ لبقائه؛ فكل تراجع يصوغه“انتصارًا تكتيكيًا”، وكل نقدٍ يصوّره“مؤامرة على أمن الدولة”.هكذا صنع ما تسميه الورقة«الزمن السياسي الطويل»، حيث تتجدّد شرعية الزعيم كلما اشتدت الأزمة.
قدّم نفسه منذ البداية كـ"رجل الأمن الأول"، وبنى هويته على إدارة الخوف من الفلسطينيين والإيرانيين والفوضى الداخلية، حتى ترسّخت معادلةٌ تقول إن رحيله يعني اهتزاز الدولة.لا يُنهي الأزمات بل يُطيلها ويستثمرها لترسيخ صورته كزعيمٍ لا بديل له.
قاد منذ أواخر 2022 أكثر حكومة يمينية في تاريخ إسرائيل، ضمّت سموتريتش وبن غفير، وتمكّن من ضبط تناقضاتها بمزيج من المناورة والتهدئة.وحين وقّع اتفاق وقف إطلاق النار في يناير 2025، خرج بن غفير من الائتلاف احتجاجًا، لكن نتنياهو فضّل التضحية المؤقتة به مقابل التهدئة الداخلية.وعندما استأنف الحرب في مارس 2025 تحت ضغط اليمين، عاد بن غفير للحكومة، لتتكرّس قدرة نتنياهو على إدارة“المدّ والجزر”السياسي دون فقدان السيطرة.
الصفقة نفسها شملت وقفًا لإطلاق النار، وانسحابًا جزئيًا من مناطق حضرية في غزة، وإطلاق 20 أسيرًا إسرائيليًا مقابل 1,950 فلسطينيًا(منهم 250 محكومون طويلًا).ورغم رفض جناحه المتشدد، قدّمها كـ“إنجازٍ محسوبٍ”يعيد الأسرى ويحافظ أن 72٪ من الإسرائيليين أيّدوا الاتفاق، ما منحه وقتًا إضافيًا لتثبيت موقعه وتأجيل أي انتخابات مبكرة.
للاطّلاع على الفيديو وقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل.
نتنياهو والزمن السياسي الطويل: الزعيم الذي يعيش على إيقاع الأزمات
كلما اشتدت الأزمة في إسرائيل، ازداد نتنياهو ثباتًا… وكأن الخوف هو سرّ بقائه.

التعليقات