السكون الأخير: قراءة نفسية في لحظة الإعدام

تُعد لحظة الإعدام واحدة من أكثر اللحظات حرجًا في حياة الإنسان، ليس فقط لأنها تمثل النهاية الحتمية، بل لأنها تكشف كيف يتعامل العقل البشري والجسد مع إدراك الموت القريب. كثيرًا ما يلفت انتباه المراقبين مشهد بعض المحكومين بالإعدام الذين يقفون ثابتين، بلا صراخ أو مقاومة أو انفعال واضح، وكأنهم فقدوا القدرة على التفاعل.

السكون الأخير: قراءة نفسية في لحظة الإعدام

تُعد لحظة الإعدام واحدة من أكثر اللحظات حرجًا في حياة الإنسان، ليس فقط لأنها تمثل النهاية الحتمية، بل لأنها تكشف كيف يتعامل العقل البشري والجسد مع إدراك الموت القريب. كثيرًا ما يلفت انتباه المراقبين مشهد بعض المحكومين بالإعدام الذين يقفون ثابتين، بلا صراخ أو مقاومة أو انفعال واضح، وكأنهم فقدوا القدرة على التفاعل.

تُشير الدراسات في علم النفس العصبي إلى أنّ الاستجابة الفسيولوجية للخطر القاتل قد تتخذ شكلًا يُعرف بـ استجابة التجمّد. هذه الاستجابة تُعتبر جزءًا من منظومة الدفاع الغريزي لدى الكائن البشري، حيث يدرك الدماغ في مواجهة خطر حتمي أن الهرب أو القتال مستحيلان، فيُعطّل أوامر الحركة للأطراف.

في المقابل، يلجأ العقل البشري أيضًا إلى ما يُعرف بآليات الدفاع النفسي، ومن أبرزها التفكّك أو الانفصال النفسي. في هذه الحالة، يفصل الإنسان بين وعيه الجسدي والانفعالي، فيعيش الحدث وكأنه يشاهد جسده من الخارج.

تُظهر لحظة السكون أمام الإعدام كيف يجتمع التفسير البيولوجي، والدفاعات النفسية، والمعنى الروحي في مشهدٍ واحد. يظل هذا الهدوء الظاهر لغزًا معقدًا لا يمكن إرجاعه إلى عاملٍ واحد فقط، بل هو نتاج تفاعل معقد بين غريزة البقاء، وآليات الدفاع النفسي، والفروق الفردية.

التعليقات