الشرق الأوسط في خريف 2025: نظام إقليمي يتشكل بين الانهيارات والتحالفات

حين يتقاطع الحطام مع التحالفات… يُعاد رسم خريطة الشرق الأوسط

الشرق الأوسط في خريف 2025: نظام إقليمي يتشكل بين الانهيارات والتحالفات

يكشف خريف 2025 عن مشهد إقليمي مضطرب يعاد تشكيله وسط الحروب والأزمات. من الحرب المدمرة في غزة، إلى الضربات الإسرائيلية المكثفة ضد إيران، إلى التحولات الاقتصادية الخانقة، كل ذلك يرسم لوحة جديدة للنظام الإقليمي بين الانهيار والتحالف.

محور إيران يتفكك
بعد عقود من قيادة "محور المقاومة"، تواجه إيران اليوم أضعف لحظاتها. اغتيال قادة بارزين مثل حسن نصر الله وقادة الحرس الثوري، وتراجع الدعم من حلفاء تقليديين كحزب الله والحوثيين، جعل مشروعها الإقليمي أكثر هشاشة من أي وقت مضى.

مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
حرب الأيام الاثني عشر في يونيو 2025 مثلت ذروة الصدام المباشر. إسرائيل ضربت منشآت نووية وصاروخية إيرانية، بينما ردّت طهران بمئات الصواريخ والمسيّرات. التدخل الأميركي المباشر رجّح كفة إسرائيل، لكنه زاد من هشاشة الداخل الإيراني الذي يعاني تضخمًا تجاوز 29% وانهيارًا للعملة.

الخليج: بين التهدئة والتحالفات الجديدة
رغم الانفراج الدبلوماسي مع إيران برعاية صينية، لم يختفِ القلق الخليجي من تهديدها. لذلك اتجهت دول الخليج نحو شراكات أمنية غير مألوفة: تعاون أوثق مع الولايات المتحدة، تقارب تكتيكي مع إسرائيل، وانفتاح متزايد على الصين وروسيا. هذه المرونة تمثل محاولة لخلق توازن جديد يحمي المنطقة من أي مغامرة إيرانية.


غزة: بين الدمار و"اليوم التالي"
الحرب في غزة خلّفت كارثة إنسانية غير مسبوقة: نحو 91% من السكان نزحوا داخليًا، وتعرضت 69% من المباني للتدمير أو الضرر بحلول ربيع 2024، بينما ارتفعت النسبة في شمال القطاع إلى 80%. ومع ذلك، جرى بحث "اليوم التالي" في كواليس إقليمية ودولية دون إشراك الفلسطينيين. معظم الخطط ركزت على ضمانات أمنية لإسرائيل، بينما طرحت مصر مبادرة إعمار بقيمة 27 مليار دولار على ثلاث سنوات، تضع أولوية لبقاء السكان في أرضهم.

 

الاقتصاد كساحة صراع
المنطقة تواجه بطالة شبابية وصلت إلى 40%، وتضخمًا تجاوز 119% في بعض الدول كالسودان، مع ديون عامة خانقة تهدد استقرار الأنظمة. إعادة الإعمار في سوريا واليمن وغزة تكلف مئات المليارات، ما يجعل الاقتصاد اختبارًا وجوديًا لشرعية الأنظمة.

سيناريوهات المستقبل
الورقة ترسم ثلاثة مسارات محتملة: انهيار داخلي في إيران قد يغير ميزان القوى؛ أو قيام "سلام خليجي–إسرائيلي بارد" يعزز التحالفات الأمنية دون حل القضية الفلسطينية؛ أو انفجارات اجتماعية كبرى بفعل البطالة والجوع، قد تشكل "ربيعًا اقتصاديًا" جديدًا أشد من 2011.


🔑 الخلاصة:
الشرق الأوسط في خريف 2025 ليس مجرد مرحلة انتقالية، بل إعادة تشكيل جذرية للنظام الإقليمي. ما بين حروب مفتوحة، واقتصادات منهكة، وتحالفات غير مألوفة، تقف المنطقة أمام عقد جديد تتحدد ملامحه عند تقاطع الانهيار والبقاء.

الوسائط والمرفقات

الفيديوهات (1)
الشرق الأوسط في خريف 2025: نظام إقليمي يتشكل بين الانهيارات والتحالفات
التحميلات
الشرق الأوسط في خريف 2025- نظام إقليمي يتشكل بين الانهيارات والتحالفات.pdf
N/A

التعليقات