بعد ثمانية عقود على تأسيسها، تجد الأمم المتحدة نفسها أمام أخطر سؤال في تاريخها:هل ما زالت صالحة لقيادة النظام الدولي…أم أن زمنها يوشك على الانتهاء؟
ففي السنوات الأخيرة، تعرضت المنظمة لسلسلة اختبارات قاسية كشفت حجم عجزها.في أوكرانيا مثلاً، أدى الفيتو الروسي إلى شلل مجلس الأمن بالكامل، بينما خلفت الحرب أكثر من 12,654 قتيلاً مدنياً خلال ثلاث سنوات.
وفي السودان، فشل نداء الأمم المتحدة لوقف القتال منذ أبريل 2023، ليتحول النزاع إلى أسوأ أزمة نزوح في العالم مع أكثر من 12 مليون مهجّر.أما في قطاع غزة، فقد عجز المجلس عن إصدار قرار واحد لوقف إطلاق النار بسبب الفيتو الأمريكي، فيما تحولت القرارات الأممية إلى مجرد بيانات بلا أثر.
الأزمة ليست سياسية فقط، بل إنسانية أيضاً.فالنظام الإغاثي الذي تقوده الأمم المتحدة يقترب من الانهيار.ففي عام 2023 بلغت الاحتياجات الإنسانية العالمية 51.5 مليار دولار لمساعدة 230 مليون إنسان، لكن التمويل المتوفر لم يتجاوز 45%فقط، ما خلق فجوة تمويلية تجاوزت 30 مليار دولار.حتى برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى قطع المساعدات في 45 دولة بسبب نقص التمويل.
ومع ذلك، فإن الأمم المتحدة ليست مؤسسة فاشلة بالكامل، بل مختلة وظيفياً.فهي لا تزال أكبر منصة إغاثية على مستوى العالم:
124 مليون شخص يحصلون سنوياً على مساعدات غذائية عبر برنامج الأغذية العالمي
2 مليار جرعة لقاحية توفرها اليونيسف سنوياً لحماية أطفال العالم
وانتزعت المنظمة أكبر اتفاق بيئي في التاريخ:اتفاق باريس للمناخ(2015)للحد من الاحترار العالمي
الخلاصة:العالم لا يستطيع الاستغناء عن الأمم المتحدة، لكنه لم يعد يقبل استمرارها بشكلها الحالي.الخيار الآن واضح:إصلاح جريء يعيد للمنظمة شرعيتها—أو فوضى دولية تصنع فيها القوى الكبرى النظام على هواها.
للاطّلاع على الفيديو وقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل.

التعليقات