في عام 2025 لم يعد السؤال“أين نضع ثقتنا؟”مجرّد نقاش مالي، بل تحوّل إلى سباق عالمي على تعريف المال نفسه.بعد قرنٍ من احتكار الذهب للثقة، ظهر منافس جديد لا يُرى بالعين ولا يُخزن في خزائن—العملات المشفّرة.
تجاوزت حيازات البنوك المركزية من الذهب 36 ألف طن بقيمة 4.5 تريليون دولار، بينما ارتفعت القيمة السوقية للعملات المشفّرة إلى 4.2 تريليون دولار، في توازنٍ غير مسبوق بين المعدن الملموس والكود الرقمي.
الدول الكبرى—مثل الصين وروسيا والهند وتركيا—زادت مشترياتها من الذهب بنسبة 54%في نهاية 2024، تحسّبًا لعقوبات واضطرابات مالية محتملة.في المقابل، ازداد اعتماد الأفراد في دول مثل نيجيريا ولبنان والأرجنتين على العملات المشفّرة بنسبة 60%سنويًا كوسيلة للهروب من التضخم والقيود البنكية.
الانقسام بات واضحًا:
الدول تشتري ذهبًا لتأمين سيادتها، فيما الشعوب تلجأ إلى الكريبتو لحماية مدخراتها.
الذهب يجسد“الثقة من الأعلى”، أما العملات المشفّرة فتمثل“الثقة من الأسفل”، حيث لا تحتاج إلى بنك أو وسيط لتؤمن بقيمتها.
وفي الوقت الذي تمتلك فيه أكثر من 130 دولة احتياطات رسمية من الذهب، بدأت بعض الدول—مثل السلفادور والإمارات وهونغ كونغ—بالتحول نحو الأصول الرقمية، كخطوة رمزية لنقل مركز الثقة من المؤسسات إلى التكنولوجيا.
أما الجغرافيا المالية، فقد تغيّرت هي الأخرى:لم تعد لندن ونيويورك مركزَي القرار المالي، بل صعدت دبي وسنغافورة وهونغ كونغ كعواصم جديدة تجمع بين المال الحقيقي والرقمي.
هكذا يبدو أن العالم يتجه نحو نظام مزدوج للثقة—“ذهب في الخزائن، وكود في السحابة”.
اليوم لم يعد السؤال“من الأغلى؟”بل“من الأصدق؟”
هل تُصنع الثقة في المناجم…أم على سلاسل البلوكتشين؟
📖 لقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل.

التعليقات