دولة واحدة.. كم طبقة تحتها؟

منذ نشأتها، حاولت إسرائيل أن تُقدّم نفسها للعالم كدولة حديثة تجمع كل اليهود تحت مظلة واحدة، دولة موحّدة يتساوى فيها الجميع أمام القانون. لكن خلف هذه الصورة، ظلّت طبقات المجتمع تعمل كهرم صلب، يحتفظ بفكرة التفوق في قمّته ويترك درجات التمييز تتساقط نحو القاع.

دولة واحدة.. كم طبقة تحتها؟

منذ نشأتها، حاولت إسرائيل أن تُقدّم نفسها للعالم كدولة حديثة تجمع كل اليهود تحت مظلة واحدة، دولة موحّدة يتساوى فيها الجميع أمام القانون. لكن خلف هذه الصورة، ظلّت طبقات المجتمع تعمل كهرم صلب، يحتفظ بفكرة التفوق في قمّته ويترك درجات التمييز تتساقط نحو القاع.

في أعلى الهرم يقف الإشكناز؛ النخبة الأوروبية التي ورثت مفاتيح الحكومة والجيش والإعلام، سيطرت على الاقتصاد، واحتكرت المؤسسات الكبرى منذ عقود. دخلهم أعلى بـ36% من الشرقيين، ومناصبهم العليا ضعف تمثيل غيرهم.

تحت هذه القمّة يقف المزراحيم، يهود الشرق الذين وُعدوا أن يكونوا جزءًا من الشعب المختار ليكتشفوا لاحقًا أنهم طبقة هامشية. منذ الخمسينيات خُطِف أطفال اليمن منهم لتبنّيهم عند عائلات إشكنازية، ثم عوملوا كأيدٍ عاملة وأُبعدوا عن التعليم العالي.

ثم تأتي طبقة الفلاشا، يهود إثيوبيا الذين استُقبلوا بوعود العودة إلى الأرض، ليُكتشف لاحقًا أن يهوديتهم بحاجة لإعادة اختبار. أُجبِروا على الغُسل الطقسي وتلقّوا حقن منع الولادة دون علم كافٍ.

من قمة الهرم إلى قاعه، يدير المجتمع تماسكه الداخلي عبر هذه الطبقات، إذ يتحوّل التمييز من حادث عابر إلى قاعدة تحافظ على شكل الهرم كما هو: نخبة ثابتة في الأعلى، مسافات فاصلة في المنتصف، وأقدام كثيرة تتحرّك في الأسفل لتُبقي الهيكل صامدًا.

التعليقات