لم يعد التعليم في زمن الذكاء الاصطناعي كما كان من قبل. فمع انتشار أدوات مثل ChatGPT، أصبح الطلاب والمعلمون يستخدمونها بشكل يومي تقريبًا، حيث تشير إحصاءات عالمية إلى أن 86% من الطلاب يوظفون الذكاء الاصطناعي في دراستهم، وأن 66% يستخدمونه بانتظام. هذا التحوّل فتح بابًا واسعًا للنقاش: هل الذكاء الاصطناعي فرصة لتجديد التعليم… أم تهديد للقيم الأكاديمية؟
الأبحاث تكشف أبعادًا متناقضة. فدراسة في معهد MIT أظهرت أن الطلاب الذين اعتمدوا على الذكاء الاصطناعي سجّلوا نشاطًا دماغيًا أقل وإجابات متشابهة تفتقر للأصالة، مما يثير القلق من "كسل معرفي" على المدى الطويل. وفي المقابل، يرى خبراء أن هذه الأدوات قد توسّع مدارك الطالب إذا استُخدمت للتفكير النقدي والعصف الذهني بدل الاكتفاء بالنسخ المباشر.
لكن القضية لا تقف عند الجانب المعرفي. هناك بعد قانوني معقد: من يملك النصوص المولَّدة بالذكاء الاصطناعي؟ الطالب الذي أدخل التعليمات، أم الشركة المطوِّرة؟ الجامعات حتى الآن تعتبر أن القيمة الأكاديمية للعمل لا تعود إلا لجهد الطالب نفسه، لا للخوارزمية.
وتبرز أيضًا إشكالية العدالة التعليمية. الاشتراكات المدفوعة في النماذج الأقوى مثل GPT-4 تصل إلى 20 دولارًا شهريًا، ما يمنح أفضلية للطلاب الميسورين ويهدد بتعميق الفجوة الرقمية بين من يملك الأدوات ومن يُحرم منها.
أما النزاهة الأكاديمية، فهي على المحك. آلاف الطلاب حول العالم ضُبطوا باستخدام الذكاء الاصطناعي في الغش، في وقت لا تزال أدوات كشف النصوص الآلية غير دقيقة، إذ تصل نسبة الخطأ أحيانًا إلى 26%، ما يعني اتهام طلاب أبرياء ظلمًا.
وسط هذه التحديات، تتجه أصوات تربوية متزايدة إلى الدعوة لـ "الاستخدام المسؤول" بدل الحظر، تمامًا كما حدث مع دخول الإنترنت والحاسوب إلى التعليم. الهدف: تحويل الذكاء الاصطناعي من تهديد إلى شريك يثري العملية التعليمية، يعزز التفكير النقدي، ويتيح للطلاب مساحات أكبر للإبداع والتعلم العميق.
للاطّلاع على الفيديو وقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل
الصفوف في عصر الذكاء الاصطناعي: تعليم يقاوم أم يتجدد؟
التعليم أمام اختبار جديد: هل يركن للخوف… أم يستثمر الفرصة ليجدد ذاته؟

التعليقات