رغم التفوق العسكري، وجدت إسرائيل نفسها خلال حرب غزة الأخيرة في مواجهة من نوع مختلف:معركة الرأي العام العالمي.فالمجازر غير المسبوقة التي خلفت آلاف الشهداء، بينهم أعداد هائلة من الأطفال، أعادت تشكيل المزاج الشعبي والدولي بشكل عميق.
تحول في أوروبا
استطلاعات الرأي أظهرت أن صورة إسرائيل في أوروبا الغربية بلغت أدنى مستوياتها منذ بدء التتبع عام 2016.ففي استبيان شمل ست دول كبرى، لم تتجاوز نسبة من ينظرون إليها بإيجابية 21%، فيما عبّر نحو 70%عن موقف سلبي.المظاهرات الضخمة التي خرجت في لندن وباريس وبرلين عززت هذا الاتجاه، وأعطت بعدًا شعبيًا لتحولات المواقف الرسمية والأكاديمية.
تراجع في الولايات المتحدة
حتى في الولايات المتحدة، الحليف الأوثق، تراجعت المؤشرات.فقد كشف استطلاع غالوب(يوليو 2025)أن الدعم الأمريكي للعمل العسكري في غزة انخفض إلى 32%فقط، وهو أدنى مستوى تاريخي.الأجيال الشابة على وجه الخصوص أصبحت أكثر انتقادًا، ما ينذر بتحول طويل الأمد في المزاج السياسي الأمريكي.
الجنوب العالمي وأفريقيا
في أميركا اللاتينية وأفريقيا، كان التحول أكثر وضوحًا.بوليفيا قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، فيما قادت جنوب أفريقيا حملة في محكمة العدل الدولية تتهمها بارتكاب إبادة جماعية.دول أخرى مثل تشيلي وكولومبيا استدعت سفراءها، في إشارة إلى عزلة متزايدة.
الإعلام والدبلوماسية
الإعلام الغربي خفّف من انحيازه التقليدي، وبدأ يستخدم مصطلحات مثل"إبادة جماعية"و"نكبة ثانية".حتى الأمم المتحدة حذّرت من تهجير قسري قد يرقى إلى جريمة حرب.هذه اللغة، التي كانت محظورة سابقًا، تعكس تآكلًا غير مسبوق في"الميزة الأخلاقية"التي طالما ادّعتها إسرائيل.
تداعيات مستقبلية
هذه التحولات ليست مؤقتة.على المدى القصير، ستواجه إسرائيل صعوبة في حشد الدعم الدولي المطلق لعملياتها العسكرية.وعلى المدى البعيد، يهدد تآكل صورتها الأخلاقية بتحويلها إلى"دولة منبوذة"شبيهة بجنوب أفريقيا في حقبة الأبارتهايد، مع تنامي الدعوات لمقاطعتها اقتصاديًا وسياسيًا.
للاطّلاع على الفيديو وقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل
هل تتحول غزة إلى نقطة الانكسار الكبرى في صورة إسرائيل؟
حين تخسر دولة المعركة على قلوب الشعوب… فإن أقوى أسلحتها تصبح بلا جدوى.

التعليقات