الخصوصية: المحتوى الأغلى في السوق

في زمن السوشال ميديا، لم تعد الخصوصية حصنًا مغلقًا. صارت بيوت الناس مفتوحة أكثر من اللازم، وتحولت تفاصيل الحياة اليومية إلى سلعة تجذب الإعجابات والرعايات. الخوارزميات ليست بريئة؛ هي من تدفع المؤثرين خطوة بعد خطوة لكشف ما لا يُكشف، لأنها تعرف أن القصص العائلية تبيع وتربح أكثر من أي محتوى آخر.

الخصوصية: المحتوى الأغلى في السوق

في زمن السوشال ميديا، لم تعد الخصوصية حصنًا مغلقًا. صارت بيوت الناس مفتوحة أكثر من اللازم، وتحولت تفاصيل الحياة اليومية إلى سلعة تجذب الإعجابات والرعايات. الخوارزميات ليست بريئة؛ هي من تدفع المؤثرين خطوة بعد خطوة لكشف ما لا يُكشف، لأنها تعرف أن القصص العائلية تبيع وتربح أكثر من أي محتوى آخر.

كلما كشف المؤثر جانبًا من أسرته، ارتفعت نسب التفاعل — 60% زيادة تقريبًا — وازدادت عقود الرعاية بـ 35%، وصار الجمهور نفسه يضغط ليعرف أكثر. وهكذا تتآكل الخصوصية قطعة قطعة: الأبناء، الزوجة، الأم، الإخوة... كل شخص يصبح جزءًا من هوية رقمية تُستغل تجاريًا.

تحت هذا الضغط، يشعر كثير من المؤثرين أنهم عالقون: إن توقفوا عن مشاركة حياتهم، يخسرون متابعينهم وفرصهم. وإن استمروا، يخسرون جزءًا من حميميتهم وحياتهم الخاصة. والمؤلم أكثر أن الجمهور لا يشبع، بل يصبح شريكًا في هذا الانكشاف، يطلب مزيدًا من اللقطات الحميمية ليبقى مهتمًا.

في النهاية، تذكر: خصوصيتك هي السلعة الأغلى… وأرخصها في نفس الوقت إن لم تعرف متى تقول يكفي.

التعليقات