الهيدروجين الأخضر لم يعد فكرة خيالية في مراكز الأبحاث، بل وقودًا يَعد بتغيير خريطة الطاقة في العالم.إنه أبسط عنصر في الجدول الدوري، لكنه قد يكون أعقد رهان في سباق التحول المناخي.يُنتج عبر تحليل الماء كهربائيًا باستخدام طاقة متجددة—شمسًا أو رياحًا—دون أي انبعاثات كربونية، بخلاف الهيدروجين الرمادي أو الأزرق المعتمدين على الوقود الأحفوري.
تكمن أهميته في القطاعات التي يصعب تخفيض انبعاثاتها بالكهرباء المباشرة:صناعة الصلب، الأسمدة، الطيران، والشحن البحري.يكفي أن نعرف أنقطاع الأسمدة وحده يستهلك 43٪ من الهيدروجين العالمي، وأن استبداله بالهيدروجين الأخضر قد يزيل ملايين الأطنان من الانبعاثات.
لكن هذا الوقود“النظيف”ليس رخيصًا بعد—فتكلفة إنتاجه قد تصل إلى10 يورو للكيلوغراممقابل 2.6 فقط للهيدروجين التقليدي.السبب؟ أكثر من60٪ من التكلفة تأتي من سعر الكهرباءاللازمة للتحليل الكهربائي، وهي ما تزال مرتفعة في معظم الدول.ومع ذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تنخفض هذه التكلفة إلى ما بين2 إلى 2.5 دولار/كجم بحلول 2030مع التطور التكنولوجي ووفورات الإنتاج.
التحديات لا تتوقف عند السعر؛ فالهيدروجين غاز خفيف سريع التسرب، يحتاج إلى ضغوط تصل إلى 700 بار أو تبريد إلى–253°Cلتسييله.وحتى حين يُنقل، يخسر ما بين13%إلى 25%من طاقتهبسبب خطوات التحويل والتخزين.لذلك يجرّب العلماء استخدام حوامل بديلة كالأمونيا أو الميثانول لتقليل الفاقد.
في المقابل، لا يمكن تجاهل البُعد السياسي.فبينما تراهن أوروبا واليابان على الهيدروجين الأخضر لتقليل التبعية للغاز الروسي، تستخدمه بعض شركات الوقود الأحفوري كواجهة لتبرير استخراج الغاز تحت شعار“الهيدروجين الأزرق”.وهنا يبدأ الخيط الفاصل بين“التحول الأخضر”و“الوهم السياسي”.
الخلاصة:الهيدروجين الأخضر ليس عصا سحرية، لكنه قد يكونالورقة الرابحة في الصناعات الثقيلة والنقل الطويل، حين لا تكفي الكهرباء وحدها.التحدي ليس في التقنية فقط، بل في الواقعية:كيف نحوله من ضجيج إعلامي إلى ثورة طاقة حقيقية تعيد توازن الكوكب؟
لقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل.

التعليقات