الأمن الزائف: كيف يُستخدم الخوف لخلق الطمأنينة
في زمن أصبح فيه الخوف هو المحرك الأول للسلوك الجماعي، وتحولت الطمأنينة من حالة نفسية إلى سلعة يتم تسويقها وبيعها، وأصبح الأمن هو المحرك الأول للسلع الجماعية الأمن مصطنع يقدم للجمهور كخطاب أو شعار إعلاني وليس واقعاً ملموساً
لم يعد الخوف حالة طوارئ، بل منظومة كاملة تديرها وسائل الإعلام ويعاد إنتاجها سياسيًا واقتصاديًا وتكنولوجيًا، من نشر الأخبار والتطبيقات الذكية، من الحملات الأمنية إلى الحملات الرقمية، كل شيء يساهم في الشعور الدائم بالخوف. ليس لأن العالم أصبح أكثر خطورة، بل لأن السوق يراهن على الخوف كمحرك للطبيعة والاستهلاك
الخوف اليوم لا يواجَه ولا يُواجَه ولا يُجابه ولا يُحل، الخوف اليوم يُدار من خلال الخجل الذي يُزرع في الوعي العام على شكل أخبار وتحذيرات وإشارات مستمرة باقتراب الخطر، والنتيجة هي القلق والبحث عن منقذ، مهما كان شكله: زعيم شعبوي أو شركة أمنية أو سلطة قمعية.
في هذا المشهد، يعاد تعريف "المنقذ" كحل حقيقي، كرم نفسي يوفر الشعور بالأمان، رغم أنه هو نفسه جزء من المشكلة، من السبب، من المشكلة، فالطمأنينة هنا ليست حلاً بل وسيلة للإقناع
ولأن الشعور بالحماية أصبح مرتبطاً بأطراف معينة، فإن التضحية بالحريات تصبح مقبولة مقابل هذا الضمان العاطفي، وبالتالي إعادة صياغة العلاقة بين الدولة والفرد على أساس الخوف وليس الثقة.
في المجتمعات التي تربت على الخوف منذ الطفولة، يصبح من السهل تمرير الرقابة باسم الحرية.
في النهاية، نحن لا نعيش في نظام يحل المشاكل، بل في نظام إنتاج يعيد إنتاج الخوف ليقدم نفسه كحاميها.
فالطمأنينة التي تُشترى بالخوف... ليست أمناً، بل تقييداً.
لتحميل الورقة كاملة اضغط على زر التحميل أدناه
التعليقات